Pages

Pages

Wednesday, February 8, 2012

ثغرة الدفرسوار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ثغرة الدفرسوار هي مصطلح يستخدم في الإعلام العربي ليشير لمجموعة عمليات قامت بها القوات المسلحة الإسرائيلية لعبور قناة السويس إلى البر الغربي. وقبل أن نبدأ أود أن أبدأ بهذا الإستهلال :

إستهلال :


1-إهداء إلى الأبطال الذين دافعوا عن أرضهم وعن مواقعهم وتمسكوا بها حتى قدموا أرواحهم شهداء في سبيل الله تعالى من رجال الجيش الثالث الميداني والجيش الثاني الميداني في معارك الإختراق الإسرائيلي لما بين الجيشين وفي معارك مؤخرة الجيش الثالث وفي معركة المزرعة الصينية وغيرها ، قدموا أرواحهم في صمت وصبر وما سمع بهم أحد ولا عرف بهم أحد وما عرفنا عنهم إلا النذر اليسير


2-إهداء إلى الأبطال الذين صبروا على الظلم والضيم وتبديل الحقائق وإلصاق التهم


مقدمات :


1- يقول اللواء محمد عبد الحليم أبو غزالة " أنه من المعروف عسكريا أن أصعب النقاط هي نقاط الإتصال بين القوات " محمد عبد الحليم أبو غزالة وإنطلقت المدافع عند الظهر


2-يقول الفريق عبد المنعم واصل " إن تكتيك إختراق القوات والوصول إلى مؤخرة قوات العدو وتدمير إحتياطياتها هو تكتيك معروف وكنا قد تدربنا على مواجهته قبل الحرب " مذكرات الصراع العربي الإسرائيلي للفريق واصل قائد الجيش الثالث الميداني


3-يقول ونستن تشرشل رئيس الوزراء البريطاني إبان الحرب العالمية الثانية " إن الإنتصار يحدث بأسلوبين : أسلوب المناورة بالقوات وأسلوب التحطيم والمذابح "
4-يقول أيلي زعيرا رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية إبان حرب يوم أو عيد كيبور كما يسمية اليهود " كانت خطة حرب أكتوبر كاملة قد وضعتها بين يدي وزير الدفاع موشي ديان ورئيسة الوزراء جولدا مائير كاملة حتى أنه كلما حقق المصريون شيئاً كنت أقارن بينه وبين ما عندي فلا أجد أي خلاف "


5-خريطة حرب أكتوبر مع أسماء بعض المعالم أضعها بين أيديكم وأوصيكم بقراءتها بتركيز شديد ومراجعة بعض ما جاء في الحلقة الأولى والثانية حول بعض الأماكن



***الثغرة :  =================================
تعرف هذه المرحلة من مراحل حرب أكتوبر بعملية " الغزالة أو القلب الشجاع " أو كما يقول الجمسي " التغرة " لأنها أحدثت ثغرة بين قوات الجيشين الثاني والثالث الميداني أو معركة الدفرسوار حيث دارت عند بحيرة الدفرسوار غير أن أسمها عند الجيش الإسرائيلي هو " عملية الغزالة أو القلب الشجاع " وكان القواد الإسرائيلين الذين قاموا بالعملية هم ثلاثة قواد " أريل شارون " و " مندلر " و " آدان " وبطل هذه العملية هو أريل شارون أما مندلر فقد قتل في هذه العملية و" وبرن " هو الذي فتح له الطريق كما سنلي بالتوضيح : بدأت هذه العملية كما قلنا من تداعيات عملية تطوير الهجوم المصري كما يقول الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الجيش المصري خلال حرب أكتوبر ، فقد ترتب على عملية تطوير الهجوم سجب القوات الإحتياطية التي كانت تغطي رؤوس الكباري المصرية من الجبهة الشرقية لقناة السويس وبالتالي تحمي مؤخرة الجيشين الثاني والثالث الميداني وإشراكها في عملية تطوير الهجوم نحو خط المضايق ، وإذا سلمنا بصحة المعلومة التي قد أوردناها في المقدمة والتي جاءت على لسان إيلي زعيرا من أن خطة الهجوم المصرية والجدول الزمني لها كان معروفا ومحدداً سلفاً لدي المخابرات الإسرائيلية وما حدث هو خطأ في الإجراءات من قبل وزير الدفاع فنسطيع أن نقول أنه من ثنايا معرفة العدو لخطة الهجوم المصرية فقد كانوا يعلمون بالتكتيك الذي سوف يتبع وهو عملية سحب قوات الإحتياطي والقتال بها أي أن العدو كان يعلم أن هذه المنطقة خالية من قوات الإحتياطي وهذه يفسر الإستماتة الشديدة للجيش الإسرائيلي في معركة المزرعة الصينية وكذلك الإستماتة في محاولة فتح الطريق للإتصال بقوات إريل شارون أو كما إتفق كل من الفريق سعد الدين الشاذلي واللواء محمد عبد الغني الجمسي من أنه تم إستطلاع الجبهة المصرية بواسطة طائرات إستطلاع أمريكية خارج مدى صواريخ الدفاع الجوي المصري وقد تم هذا الإستطلاع بعد عملية التطوير مباشرة وربما يكون الإحتمالين قد تما مع بعضهما البعض أو أن أحد الإحتمالين تم التأكد منه بواسطة الآخر أي أن القوات الإسرائيلية ربما تكون طلبت من الأمريكان التأكد من معلومة سحب الإحياطي حتي يتم الهجوم وإختراق القوات المصرية .
من المعلوم أن منطقة البحيرات المرة منطقة صعبة العبور كبيرة المساحة وهي المنطقة الواقعة بين قوات الجيشين الثاني والثالث الميداني حيث كان قطاع الجيش الثالث هو من البحيرات المرة حتى مدينة السويس وميناء الأدبية جنوباً وقطاع الجيش الثاني هو من منطقة البحيرات المرة وبورسعيد شمالاً وأصلح نقطة للعبور هي منطقة الدفرسوار وهي المنطقة التي أقام عندها الجيش المصري معبره أصلا وإذا كانت هذه النقطة في نطاق حماية الجيش الثاني أو بمعنى أدق في الحد اليمين للجيش الثاني الميداني وكما يقول اللواء محمد عبد الغني لجمسي في مذكراته " كانت العملية تهدف إلى الضغط على قوات الحد اليمين للجيش الثاني الميداني بهدف زحزحتها بضعة كيلومترات عن منطقة الدفرسوار بهدف الوصول إلى ساحل القناة وبالتالي التمكن من العبور
سيناريو العملية :
قامت قوات المظلات الإسرائيلية بالوصول للمواقع المتاخمة لمياه قناة السويس وعبرت القناة في قوارب مطاطية وكان ذلك يوم 15 أكتوبر وكان من المفترض أن تتصل بها قوات إريل شارون ليلا لإقامة المعبر على قناة السويش تمهيدا لعبور القوات الإسرائيلية إلى الضفة الشرقية لقناة السويس إلى هذا الحد والعملية لا قيمة لها فمن الممكن قطع الطريق على القوات المتقدمة والقضاء على وحدة المظلات التي تم إبرارها في هذه المنطقة وهذا ما كاد أن يحدث ، حيث تم قطع الطريق يوم 16 أكتوبر على قوات أريل شارون بعدما وصلت لمياة القناة وأصبح من المتعذر وصول معدات العبور وكذلك الجسور وأصبحت قواته معزولة تماماً بل ومهددة بالقضاء عليها فأصبح لزاماً على القوات الإسرائيلية القيام بمحاولة لفتح الطريق للإتصال بقوات إريل شارون المدرعة
** محاولات مصرية لسد الثغرة " معركة اللواء 25 مدرع "" والفرقة " 22 مدرع بقيادة اللواء إبراهيم العرابي :
كان من المفترض أن يتقدم اللواء 25 مدرع من قطاع الجيش الثالث الميداني جنوبا في إتجاه الشمال ويتصل بالفرقة 22 مدرع من قطاع الجيش الثاني الميادني شمالاً التي ستتجه نحو الجنوب فيحكم غلق منطقة المرور ويقطع بين القوات الإسرائيلية التي وصلت لمياة القناة وقوات الإمداد الخاصة بها ، وعارض الفريق سعد الدين الشاذلي هذه الخطة معارضة شددية لأن هذه المنطقة خارج صواريخ الدفاع الجوي المصرية مما يعرض هذه القوات - اللواء 25 مدرع والفرقة 22 مدرع لنيران الطيران الإسرائيلي والصدام مع مدرعاته صداما مباشراً وهذا ما حدث بالفعل حيث بدأ اللواء 25 مدرع بالتحرك وووضح أن الجيش الإسرائيلي على علم بهذه الخطة أو ربما توقعها حيث تمت مهاجمة اللواء 25 مدرع المصري بعدد 3 ألوية مدرعة إسرائيلية كالتالي :
1-لواء في الواجهة قطع الإتصال بينه وبين الفرقة 22 مدرع ومنع إتصاله بها
2-ولواء هاجمه من الجانب
3-ولواء إلتف من خلفه
مما كان من نتيجته تدمير هذا اللواء بالكامل وتعذر نجاح سد الثغرة


** معركة المزرعة الصينية :
تقع المزرعة الصينية في المنطقة بين الجيشين الثالث والثاني وبالتالي هي في منطقة الإختراق وكان يسيطر على هذه المزرعة كتيبة مصرية بقيادة المقدم أركان حرب محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الحالي ولإتمام فتح الطريق وإتصال القوات الإسرائيلية بعضها ببعض كان لابد من إحتلال المزرعة الصينية وتدمير القوات المصرية بها فقامت القوات الإسرائيلية بالهجوم على منطقة المزرعة الصينية بواسطة لواء مظلات بقيادة اللواء " عوزي يائري " الذي وقع في شرك نصبه له القائد المصري فأفنى لواءه عن آخره وإستطاع هو ونائبه الخروج بأعجوبة وأتصل بالقوات الإسرائيلية لإخلاء الجرحى فتمت عملية إخلاء الجرحى عن طريق المدرعات ، وقامت قوات القائد الإسرائيلي " برن " بالهجوم على ثلاثة محاور المحور الأول شمالا للضغط على الحد اليمين للجيش الثاني الميداني و المحور الثاني جنوباً للضغط على الحد اليسار للجيش الثالث الميداني والمحور الثالث غرباً للهجوم على المزرعة الصينة وذلك لفتح الطريق والإتصال بقوات إريل شارون وبعد قتال ليلي عنيف ومعركة مدرعات تصادمية وقتال مباشر إستطاعت قوات " برن " فتح الطريق والإتصال بقوات إريل شارون عند ساحل القناة ومن ثم توصيل معدات وجسور العبور وفي يوم 17 أكتوبر 1973 وصلت القافلة إلى حدود قناة السويس وبدأ عبور المدرعات الإسرائيلية إلى الضفة الشرقية لقناة السويس وحدث ما يعرف بـ " ثغرة الدفرسوار " في الجيش المصري ، يقول وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان " تكبدنا في معركة المزرعة الصينية خسائر فادحة إلا أننا كنا مصممون على إتمام العملية حتى لو تم إفناء القوات كلها " ويصف في موضع آخر شراسة المعركة وشدتها وإقتراب الدبابات بعضها من بعض وذلك في مذكراته المعروفة بقصة حياتي ، ثم توالى عبور المدرعات الإسرائيلية إلى الضفة الشرقية لقناة السويس " الجانب المصري " حتى وصلت عدد القوات الإسرائيلية إلى ثلاثة فرق .
سارت في إتجاهين أتجاه يحاول تطويق مدينة الإسماعيلة شمالا وإتجاه آخر في محاولة تطويق وإحتلال مدينة السويس وحصار الجيش الثالث الميداني
** الإتجاه الأول :
سارت القوات الإسرائيلية شمالا بمحازاة القناة ومتجة ناحية الإسماعيلة لإحتلالها إلا أنها فشلت في ذلك لإصطدامها بالفرقة الرابعة المدرعة بقيادة الفريق عبد العزيز قابيل الذي كان من إحتياطي الجيش الثالث الميداني فتم سحبه ووضعه تحت قيادة القوات المسلحة مباشرة وكانت هذه نقطة خلاف شديد حيث طالب الفريق عبد المنعم واصل برجوع الفرقة الرابعة المدرعة إلى قيادته لمواجهة الموقف المتداعي كما سنرى فلم يتلقى إجابة
** المحور الثاني
وهو المحور الأهم حيث سارت القوات الإسرائيلية بمحازاة قناة السويس جنوباً في إتجاة مدينة السويس في محاولة للوصول لمؤخرة الجيش الثالث الميداني وتطويقه وحصاره ومنع الإمدادت عنه وعن مدينة السويس ، يقول الفريق عبد المنعم واصل في مذاكراته الصراع العربي الإسرائيلي " فهمنا ما تهدف إليه الخطة الإسرائيلية فقمنا بنقل الإمدادت الإدارية ( الطعام والشراب وكل ما يحتاجه الجيش وكذلك الذخيرة ) إلى الضفة الغربية من القناة حتى نفوت على القوات الإسرائيلية خنق الجيش الثالث وحصاره " وبالفعل نجحت خطته مما كان له الأثر في تخفيف حصار الجيش الثالث ، نجحت القوات الإسرائيلية في تدمير مؤخرة الجيش الثالث المدينة وبالتالي أحكمت حصاره وإحتلت ميناء الأدبية جنوب السويس مما أحكم من حصار مدينة السويس ذاتها بل إن الفريق عبد المنعم واصل يذكر أن القوات الإسرائيلية دخلت مدينة السويس وحاولت إحتلالها ودخل جندي إسرائيلي إلى مبنى محافظة السويس وحاول رفع العلم عليها إلا أن الأهالي أردوه قتيلاً وكان لدعوة الشيخ / حافظ سلامة بالجهاد بها أثر كبير في إذكاء روح المقاومة كذلك الدور الذي قام به اللواء يوسف عفيفي في تسليح الأهالي مما مكن الأهالي من طرد الجيش الإسرائيلي من مدينة السويس وتدمير الدبابت الإسارئيلية وإعاقة دخولها إلى المدينة وعلى هذا يأسف موشى ديان أشد الأسف فيقول " لو إستطعنا إحتلال مدينة السويس لكان لهذا أثره الكبير في مفاوضات وقف إطلاق النار ولكن هذا لم يحدث " كان هذا الحدث في 24 أكتوبر 1973 وهو اليوم الذي عد يوم عيد مدينة السويس ، إستطاعة القوات الإسرائيلية حصار مدينة السويس وكذلك طريق القاهرة السويس وأصبحت على مسافة ساعتين من القاهرة والقوات الموجودة في الجانب المصري قوات ضعيفة لا تستطيع رد هذه القوة عن القاهرة لو أرادات الإتجاه إليها وفيما يلي خريطة تبين أوضاع القوات المصرية والإسرائيلية بعد حدوث الثغرة ووقت وقف إطلاق النار 28 أكتوبر 1973


** أسباب الثغرة
1- تدخل القيادة السياسية في قرارت القيادة العسكرية كما يقول الفريق سعد الدين الشاذلي وهذه النقطة كانت في صالح الجيش الإسرائيلي حيث يقول موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي في مذكراتة " نحن كدولة ديمقراطية ليس في إستطاعة وزير الدفاع أن يتخذ قراراً إلا بما يشير عليه رئيس الأركان ومن ثنايا تقارير جهاز المخابرات وليس من شأن القيادة السياسية أن تتدخل في قرارات الجيش
2-عدم إدارك رئيس الأركان الفريق سعد الدين الشاذلي لحقيقة الموقف وذلك ناشئ عن التقارير التي تم رفعها له من بعض القادة الميدانين حيث يقول الفريق عبد المنعم واصل إنه بعد إخلاء الفريق سعد مأمون لإصابته بأزمة قلبية تم تعيين اللواء تيسير العقاد رئيس أركان الجبش الثاني الميداني قائداً للجيش خلفاً له ، والذي تلقى تقريرا من العميد عبد رب النبي حافظ قائد الفرقة الذي وقع في قطاعه الإختراق بأن عدد الدبابات الإسرائيلية المخترقة هو سبع دبابات وهو مخالف للحقيقة حيث كان العدد لواء إسرائيلي كامل يعني ما يزيد على المائة دبابة ومن ثم أعطى صورة مخالفة للحقيقة تعكس أن القوة المخترقة قوة ضعيفة سيتم القضاء عليها بسهولة والحقيقة غير ذلك ، مما يؤكد لنا أن رئيس الأركان لم يدرك حقيقة الإختراق إلا بعد أكثر من يوم يعني ربما يوم 18 أو 19 أكتوبر وذلك بعدما توجه بنفسه إلى قطاع الجيش الثاني
3-الخوف الشديد من تحطم سلاح الطيران المصري وعدم إستخدامه بكفاءة للقضاء على هذه الثغرة وذلك خوفاً من تحطمه وخروجه من المعركة كما حدث في حرب 1967 مما نتج عنه حرية عمل المدرعات الإسرائيلية في مؤخرة الجيش الثالث والثاني ، وكانت القوات الإسرائيلية قد واجهت نفس الموقف تقريباً على الجبهة السورية إلا أنها أحسنت أستخدام سلاح الطيران مما كان من أثره إرتداد الدبابات السورية بعد أن كانت على مشارف الأردن
4-إعطاء قيادة الجيش أهمية لطريق الإسماعيلة القاهرة وحمايته على حساب طريق القاهرة السويس مما أسهل من إحكام حصار الجيش الثالث ومدينة السويس
5-إستطاعات المدرعات الإسرائيلية تدمير قواعد صواريخ الدفاع الجوي مما جعل الثغرة ثغرتان ثغرة في الأرض وثغرة في سماء المعركة مما سهل عمل الطيران الإسرائيلي و تقديم العون لمدرعاته
6-عدم إستخدام مبدأ المناورة بالقوات كما أشار رئيس أركان الجيش المصري - لإحتواء الموقف - بسحب بعض الفرق التي لم تشترك أصلاً في القتال وسحبها لا يؤثر على توازن القوات في الضفة الغربية للقناة وإستخدامها لمواجهة الثغرة
7-الإضطراب الشديد في قرارات وزير الحربية أحمد إسماعيل علي في علاج الثغرة وعدم إحاطته ببعض الأمور كما يقول الفريق عبد المنعم واصل " أتصلت بالوزير وقلت له نحن نتعرض للضرب الشديد من الطيران فقال له الوزير : الطيران ده مصري ولا إسرائيلي ؟؟ وكان قائد الجيش الثالث قد طلب دعم الطيران المصري في المعركة فلم يتلقى إجابة ، كذلك موقف الفرقة الرابعة المدرعة وهي هل من إحتياطي الجيش الثالث أم من إحتياطي القوات المسلحة ؟؟؟
تم الوقف الفعلي لإطلاق النار يوم 28 أكتوبر 1973 وكانت القوات الإسرائيلية على بعد 25 كم من دمشق العاصمة السورية وعلى بعد مائة كم من القاهرة العاصمة المصرية وعدد 45 ألف ضابط وجندي هم تعداد الجيش الثالث الميداني محاصرين حصاراً كاملا مما يلقي ظلالاً من الشك حول مفهوم النصر في حرب 1973
** تساؤل :
هل بالفعل إنتصرنا في حرب أكتوبر 1973 ؟؟؟
إذا كانت الحرب تقوم بقرار سياسي وتنتهي بقرار سياسي والهدف منها خلق موقف سياسي فمن ثنايا هذا التعريف تكون إسرائيل قد إنتصرت في حرب 1973 وهذا ما يؤكده موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي في مذكراته - رغم كذبه ومحاولته إخفاء بعض الحقائق والقفز من فوق بعض الحقائق - لأن الموقف السياسي الأخير كما أوضحنا كان في صالح إسرائيل حيث توقفت عن إحتلال دمشق والقاهرة خوفاً من تدخل الإتحاد السوفيتي تدخلاً مباشراً حيث ثبت أن الإتحاد السوفيتي وجه إنذاراً بالتدخل بإرسال قوات إلى القاهرة للدفاع عنها في حالة توجه القوات الإسرائيلية إليها كذلك إلى دمشق وفي هذا يقول ديان " أعطينا الأوامر لقواتنا أن تكون دمشق في مرمى مدفعيتنا ولكن لا نحتلها " وذلك للإعتبارات السابقة حيث أنه إذا تدخل الإتحاد السوفيتي فستتدخل أمريكا لصالح أسرائيل مما يعني حرباً عالمية جديدة
أيضا كما يقرر ديان لم تسمح الولايات المتحدة الأمريكية أن يتم تحطيم الجيش الثالث أو أسر أفراده إحكام حصاره و تركه يموت جوعاً أو عطشاً لأن ذلك هذا أيضاً سيؤدي إلى تدخل الإتحاد السوفيتي
الشاهد أن هرولة السادات لوقف إطلاق النار كان من أجل حفظ ماء الوجه وعدم تدهور الموقف إلى أسوأ مما كان عليه حيث كان كلا من الفريقين يعلم أن وقف إطلاق النار قادم لا محالة لكن الأذكى هو الذي أبقى قواته في وضع يسمح له بالمفاوضة من موقف قوة وهذا ما فعلته إسرائيل.